الاثنين، ٥ نوفمبر ٢٠٠٧

وانااااااا على الربابة بغني

محاكمة مواطن
مين فينا مش بيحب مصر؟ وبرضة من فينا مش بيكرهها؟
عمرى ما سمعت عن شعب بيعلن حبه وكراهيته لوطنه زى المصريين
ده طبعا من عشمنا فيها ..إيوه إيوه ماني فاهم
انما البلد دى ذنبها ايه يا جدعان
هينط واحد يقول : احنا بنحب الخير اللى فيها وناسها الطيبة وبنكره الشر اللى فيها والناس اللى موش طيبة
ويا عينى عليكى يا طيبة لما بتضيعى منا
طب ماهو الشر ده والناس اللى مش طيبة دول ..خواجات ولا هبطوا من السماء
مش برضه هم مصريين
وليه دايما نتكلم عن الناس الوحشة اللى مش طيبين وشريره وكأننا احنا الطيبين
طب لما انت طيب وانا طيب وكل سنة وانت طيب ..امال الشر جه منين؟
الغلط فين؟
الحقيقة ان الغلط جماعى
ولان كلنا بنرتكب الغلط "غلطة رجل واحد" فقد ضاعت الجريمة وتفرق دم الضحية بين القبائل
لأ لأ ..اوعى حد يعملي فيها الملاك البرئ ابو قلب طيب اوى ..انا معايا الدليل اللى يثبت جريمتكم
سيدى الرئيس "طبعا وهمى لان كلنا مجرمين" حضرات المستشارين "برضه وهميين زى الريس يعنى مش محتاجه كلام" انظروا الى هذا الشعب ..انظروا الى هذا المواطن الغلبان ذو البشرة السمراء الكادحة الكالحة وهذا القفا الذى اكل عليه الدهر وشرب بيبسى كانز
لقد سولت له نفسه ان يصور لها ولغيره اننا نعيش فى زمن الذئاب فى زمن "اخطف واجرى" فى زمن "اتعشى بيه قبل ما يتغدى بيك" ده ان لقى فيك حاجه تتاكل اصلا -انه يفعل ذلك لا ليواسى نفسه او يعاتب الزمان وانما ليوجد لنفسه المبرر والدافع لارتكاب الجريمة - يتهم جميع الموظفين بالرشوة رغم انه موظف وما ذلك إلا ليبرر لنفسه اخذ الرشوة - يسب ويلعن المحسوبيات وهو الذى يخرج من طابور العيش ليقول "والنبى يا عم محمد سيبك من الناس دى ومشينى انا الاول" وكأن الناس الواقفة دول كانوا خدامين ابوه فى الوسية بتاعتهم
ان هذا المواطن الغلبان ذو البشرة الكالحة -له عند واحد معرفة عشرة جنية سلف اعطاها له منذ خمس سنوات - ولكنه ينسى الالف جنية التى عليه لصالح غيره ولم يمضى عليها بضعة اسابيع
هذا المواطن الذى يتحدث عن استغلال التجار للمواسم ورفع الاسعار هو احد هؤلاء التجار
دائما يتحدث عن طمع الناس وهو سائق ميكروباص اجره لا يمكن يتعتع من موقفه غير لما يكمل الكرسى اربعات اربعات
يتحدث عن ذهاب الاخلاق وضياع القيم لكنه اذا شاهد عجوز فى المواصلات - لا اقول انه لا يقف له ليجلسه مكانه - بل يسخر ممن يفعل ذلك ويقول في نفسه "ده باين عليه اريافجى ومش من هنا..يابنى اقعد الناس بطلت تعمل الكلام ده" ونسى انه واحد من هؤلاء الناس الذين بطلوا يقوموا للراجل المسن او الست ..خاصة الست يقولك تستاهل خليها تقف خليها تستحمل علشان يعرفوا ويشوفوا القرف اللى احنا فيه ..نسى هذا المواطن الغلبان ذو البشرة السمراء الكالحة انه نزلت للشغل من فقره الفقرى ابن الفقرية - وانها لو قعدت من الشغل فإن اكثر من نصف الاسر المصرية هتبات من غير عشاء
ان هذا المواطن الكالحة ذو البشرة الغلبان ..مطرب فلق دماغنا "يبقى انت اكيد فى مصر" وفى النهاية يتضح انه مجرم ومزور وهربان من الخدمة العسكرية
ثم بعد ذلك يذهب ليسامر على احدى المقاهى "المشروع الاكثر نجاحا وربحا فى مصر" لينفث دخانه فى الهواء وهو يتحدث عن الفساد وضياع الاخلاق ونسى انه -" من اعمالكم سلط عليكم" -ان فسادك ايها المواطن هو الذى سمح للاخرين بالفساد ..وكلما ظهر الفساد اكثر على السطح وبقى عينى عينك فهذا يعنى انك اكثر منهم فساد "وكأنهم ماسكين عليك زلة..سيب وانا سيب" يعنى هو كان معقول حد يتبجح بالفساد كده ويظاهر به ولا يعمل لك اى حساب إلا اذا كنت انت اكثر منه فسادا
ولعل هذا المواطن يتسائل وكيف اكون اكثر منه فسادا وفى نفس الوقت اكثر منه فقرا "ده من خيبتك " لانك السكوت عن الفساد هو الذى يعد فسادا اكبر من الفساد نفسه
وختاما ارجو من عدالة المحكمة ان تقضى ببراءة هذا المواطن الغلبان ذو البشرة الكالحة لانه ارتكب جريمة ارتكبناها جميعا
المرافعة انتهت
وزى مانتم شايفين لان كلنا مجرمين فمش عارفين نحدد مين هم الناس الوحشين فى بلدنا لان كلنا شاركنا فى الجريمة وكلنا لما نيجى نقول اننا بنكره البلد ونلعن سلسفين ابو ام اللى جابت امها لازم نفتكر اننا احنا السبب واحنا المجرمين
وابقى قابلونى لو حد فيكم فلح او شفتوا خير فى البلد دى ..والخير هييجى ازاى وانت فعلك عكس قولك
انا بس حبيت اوضحلكم الغلط فين ومين هم الناس الوحشين
كلكم وحشين ما عدا انا
ده شعارى وشعار كل مواطن ..كل الناس وحشة إلا هو
فوتكم بعافيه
.
.
.
.
وانا على الربابة بغنى ماملكش غير انى اغنى واقول ..تعيشى يا مصر